تشترك المرأة مع الرجل في الكثير من القضايا المتعلِّقة بالجنس ، وتواجه نفس المتاعب ونفس المخاطر التي يواجهها ، لكن المرأة تمتاز عن الرجل بأنّ السلوك العام لها خاضع بقوّة لظواهر حياتهاالجنسية ، والتي تبدأ بالظهور عند البلوغ ، وتتتابع حتى سنّ اليأس بانتظام وبدون توقّف ، إذا لم يتخلّلها الحمل في الظروف الطبيعية العادية ، كما أ نّها تمرّ بالدورة التي عادة ما تدوم مدّة 28 يوماً ، مع التغيّرات العديدة الوظيفية الخاصة التي تميِّز عدداً كبيراً من النساء .
والمرأة في كل مرحلة من حـياتها تتعلّق بها توصيات طبية وأحكام شرعية ، وبرامج صحية تساعدها على تخطِّي هذه المراحل بوعي وصبر واطمئنان خاطر .
وتختلف المرأة في مزاجها الجنسي عن الرجل ، كذلك يختلف مفهوم الحب عندها عنه ، ولذا كانت لها معـالمها الخاصّة وشرائطها المختلفة لنجاح علاقتها وتجربتها الزوجيـة ، وكثـيراً ما يغيب هذا الأمر عن كثير من الرجال ، بل كثير من النساء ، ويسبِّب لهما معاً إخفاقاً للفعل الجنسي ، والذي تترتّب عليه كثير من المشاكل النفسية والجسدية .
«إنّ الرجل يرى الحبّ حاجة حاسمة لتهدئة ضرورة عضوية ، وفي هذا التصوّر بكل تأكيد شيء من الحيوانية والنزعة العابرة المؤقّتة .
أمّا المرأة ، فإنّها تهب وعيها وروحها وجسدها الذي تعكس عليه بشكل مطلق كلّ معالم حياتها النفسية ، ولهذا السبب نراها تعلِّق الكثير من الأهمية على أمور الحبّ وأشيائه ، وتزيِّنها بهذه الهالة المِثالية التي تصنع منه كلّ هذا الجمال ، وكلّ هذه القابلية للانجراح .
فالمرأة تتسامى بوضعها الانسـاني مجنِّدة فيه ما تخفـيه من رقّة ولذّة وأفضل ما عندها» () .
وقد ورد في الحـديث عن الامام الصـادق (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «قول الرّجل للمرأة إنِّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً» () .
والثقافة والعلم يسـاعدان المـرأة وزوجها على نجاح حياتهما الخاصة وتفعيل علاقاتهما الروحية والجسدية .
وهناك في عالم المرأة آفات عضوية تُصاب بها ، في جهازها التناسلي ، أو مشاكل عند اقترابها ، وهي تؤثِّر على صحّتها الجسـدية ، وسلامتها النفسية ، كما إنّ المرأة وبسبب عوامل نفسية وتربوية قد تبرز عندها ظواهر مرضية تعيق أداءها الجنسي ، أو تُصاب بالبرود الجنسي أو القلق والاضطراب في الزواج أو الكآبه بعده
وكل هذه المسـائل وغيرها تطرّقت إليها البحوث العلمية ويعالجها الأطباء المختصّون ، وتساعد الثقافة الجنسية الزوج والزوجة معاً على تشخيصها ، أو الوقاية منها ، أو متابعة علاجها مع تحيات محمد اسماعيل